يقول العلامة الشيخ حسن زاده الآملي:
.
حكى لنا حجة الإسلام السيد جعفر الشاهرودي ـ والذي هو الآن من علماء الطهران ـ هذه المكاشفة التي تبين عظمة منزلة المترجم له عند مولانا صاحب العصر
وقربه منه:
قال: رأيت ليلة في عالم الرؤيا كأن صاحب الأمرـ عجل الله تعالى له الفرج ـ جاء مع جماعة الى
.
الصحراء ووقفوا لصلاة الجماعة، فتقدمت الى الإمام لرؤية طلعته النورانية وتقبيل يده الشريفة، وعندما اقتربت منه رأيت شيخا جليلا واقفا قريبا منه ومتصل به وقد ظهرت على محياه آثار الجمال والوقار والجلالة.
.
وعندما استيقضت فكرت في ذلك الشيخ من هو حتى كان قريبا ومرتبطا بإمام الزمان
الى هذا الحد. فأخذت بالبحث عنه وذهبت الى مدينة مشهد فلم أجده، وجئت الى طهران فلم أعثر عليه، وأتيت الى قم فرأيته في غرفة من غرف المدرسة الفيضية مشغولا بالتدريس، فسألت عنه فقيل لي: هو العالم الرباني الميرزا جواد التبريزي فذهبت لزيارته، فرحب بي وتفقد أحوالي كثيرا وقال لي: متى وصلت؟.. وكأنه قد رآني وعرفني وكان مطلعا على القضية. فقررت ملازمته).
.
وهكذا حالف التوفيق الإلهي السيد جعفر الشاهرودي في التعرف على أقرب الناس في عصره الى صاحب الزمان
، ألا وهو العارف الملكي، والذي يعني الارتباط به أنذاك اتباطا بالمهدي
، وبقي ملازما لاستاذه الى حين وفاته حيث قرر بعدها الهجره الى النجف ولبث شوطا من عمره هناك.
الاطلاع على أسرار الآخرين
يقول الميرزا عبد الله شالچي:
(حضرت يوما درس البحث الخارج للميرزا جواد، وبعد الدرس أعطاني برنامجا (دستور العمل) للعمل به. وصممت على الإتيان به في منتصف الليل، ولكن لم اوفق لإحياء تلك الليلة بسبب كثرة أعمالي، ولم استطع الإتيان بذلك الورد في السحر. وعندما ذهبت الى الدرس في يوم الثاني، ونهضت للخروج بعد انتهاء الدرس أمرني الاستاذ بالبقاء، وعندما خرج الطلاب من قاعة الدرس قال لي: لماذا لم تأتي بما أمرتك به البارحة؟.. فدهشت من قوله وأخذتني الحيرة لأني لم اخبر أحدا بذلك، ولم يطلع على هذا الأمر غير الله سبحانه.
فاعتذرت منه بسبب تقصيري ووعدته على تنفيذه في الليلة القادمة. ولم يحالفني التوفيق في الليلة الثانية أيضا، فنبهني مرة اخرى وعاتبني على تقصيري وقلة همتي. فبذلت وسعي وسعيت جهدي الى أن وفقت لأداء ذلك العمل، وحصلت على منافع منه).
رؤية الناس على صورهم الباطنية
يقول الميرزا عبد الله شالچي أيضا:
(ذهبت يوما بعد صلاة الصبح الى درس الأخلاق للميرزا جواد في المدرسة الفيضية. قال لي الاستاذ: ماذا ترى يا ميرزا عبدالله؟..
وكان كلام الاستاذ هذا نوعا من التصرف في روحي ورفع حجاب الملكوت من مقابل وجهي، فرأيت الأشخاص الموجودين في المدرسة الفيضية على صورهم الباطنية بأشكال مختلفة ومتنوعة!..
ثم قال لي مرة اخرى: يا فلان ماذا ترى؟.. وعندما نظرت رأيت أرواح المؤمنين قد جلسوا حلقا يتذاكرون في صحن المدرسة الفيضية. ثم قال لي الاستاذ بعد ذلك: يا ميرزا عبدالله لا تظن أن هذه مقامات وانك وصلت الى مقام ما!.. إن هذه لا شيء في مقابل ما يعطى للسالك في سيره وسلوكه وتقربه الى الله تعالى).
العلم بحادثة قبل وقوعها
ويقول الميرزا عبدالله شالچي أيضا:
كنت أسير يوما مع استاذي الملكي، فجلس في مكان وطفق يقرأ شيئا، وحدست أنه كان يقرأ سورة الفاتحة مع عدم وجود قبر ما في ذلك المكان، فسألته: هل يوجد هنا قبر لأحد الصلحاء ولا نعلم به؟.. فابتسم ولم يقل شيئا، ففهمت أنه غير راغب في الإجابة عن سؤالي. وبعد اسبوع من هذه الحادثة توفي ولده ودفن في نفس هذا المكان. وعندئذ فهمت بأن الملكي كان يعلم بخبر هذه الحادثة قبل وقوعها)
معرفة من يدعو له سرا
يقول السيد الفهري:
(كان لي صديق اسمه سرهنك محمد مجتهدى أدرك حياة الميرزا الملكي ونهل من نمير علمه وفاضل أدبه، يقول: ذهب الميرزا الملكي يوما بعد انتهاء الدرس الى غرفة أحد الطلاب في مدرسة دار الشفاء المجاورة للمدرسة الفيضية وكنت مع من صحبه في قصده هذا، فدخل في إحدى الغرف وألقى التحية وجلس هنيهة عند الطالب لساكن فيها ثم نهض وخرج. فسألته عن سر اللقاء مع هذا الطالب، فأجاب: لقد حصلت لي البارحة في السحر فيوضات وفهمت أنها لم تكن نتيجة لأعمالي، وانما كانت بسبب هذا الطالب الذي نهض ليلا للتهجد والعبادة فدعا لي، فذهبت لزيارته شكرا وردا للجميل على اهتمامه بالدعاء لي).انتقال المعارف بالنظر المتبادل
يقول الميرزا عبدالله الشالچي:
(ذهبت يوما لزيارة الملكي، فجاء وجثى على ركبتيه في مقابلي بنحو اتصلت ركبتاه بركبتاي، وأخذ ينظر الي ففهمت الموضوع العلمي الذي يريد إفهامه لي. ثم أخذت أيصا بالنظر إليه، فإن بعض العرفاء يستطيعون نقل المعارف الى الطرف الآخر بواسطة النظر. ثم قال لي: انهض واخرج).كرامة عند قبره
يقول العلامة حسن زادة الآملي:
(عد تعرفي على الميرزا جواد الملكي بواسطة كتبه كنت أظن ولفترة طويلة أن قبره في النجف الأشرف الى أن التقيت مع آية الله السيد حسين القاضي الطباطبائي ابن أخ السيد علي القاضي بعد مضي ثلاث ساعات من إحدى ليالي النصف الثاني من رجب سنة 1388 هـ. في الطريق، فانجر بنا الحديث عن العارف الملكي، فسألته عن قبره. فقال: قبره في مقبرة شيخان قرب قبر الميرزا القمي صاحب كتاب قوانين الاصول، وعلى القبر صخرة مكتوب عليها اسمه. وحينما سمعت بوجود صخرة مكتوبة على قبره لم أسأله عن الجهة التي يقع فيها قبره من قبر الميزا القمي.
وعندما ودعت السيد حسين القاضي ذهبت مسرعا الى مقبرة شيخان لأصل اليها قبل أن تغلق أبوابها، فقرأت الكثير من الاسماء الموجودة على الصخور وصعب علي قراءة قسم آخر منها لضعف التنوير الكهربائي في المقبرة، فقلت في نفسي: الآن ليل وظلام، أذهب وأرجع غدا فأبخث عن القبر، واتجهت نحو الباب ولكن رويدا فرويدا وأنا أنظر الى الكتابه على الصخور
.
فرأيت شخصا لا أعرفه قد دخل من الباب الشرقي للمقبرة واتجه نحوي مباشرة، وعندما وصل لي قال: هل تريد قبر الميرزا جواد الملكي؟.. ثم أخذني الى قبر المرحوم الملكي وتركني وذهب بسرعة نحو الباب الغربي للمقبرة. فدهشت مما حدث وصحت به من خلفه: إني كنت اريد قبره ولكن من أين كنت تعلم هذا؟.. فالتفت نحوي وهو لا زال مسرعا نحو الباب وقال: نحن نعرف زبائننا.
العلم بما يدور في ضمير الأشخاص
يقول الميرزا عبدالله شالچي:
عندما كنت في خدمة العارف الكبير الميرزا جواد تعرفت على السيد روح الله الذي كان يحضر درس المرحوم الملكي، وكنت أنذاك أكبر من السيد روح الله بخمسة عشر عاما، فقد كان عمره عشرين عاما وعمري خمسة وثلاثين عاما.
.
قال لي السيد روح الله يوما: لقد بدأ أحد الأساتذة درس الحكمة، فإن كنت راغبا في الحضور فمن الأفضل أن نذهب سوية. فحضرت الدرس ثلاثة أيام ولكن شعرت بتلوث روحي، ومهما فكرت مع نفسي في إدراك علة هذا التلوث لم استطع ذلك وقررت عرض حالتي الروحية هذه
.
على الاستاذ الملكي. وذهبت إليه ثلاثة أيام لهذا الغرض ولكن لم أوفق لعرض المشكلة عليه، وفي اليوم الثالث وفي اللحظات الأخيرة التي كنت اريد الخروج فيها، أمسك يدي من عضدي وقال: اترك درس الحكمة الذي تذهب إليه مع السيد روح الله وستزول عنك هذه الحالة. فتكرت الدرس فورا وزالت عني حالة الإنقباض والظلمة الروحية تلك).
رعايته لتلاميذه بعد وفاته
يقول آية الله الشيخ عباس الطهراني:
(ابتليت بعد رحيل الميرزا جواد الملكي بقرحة في الاثنى عشري، وحصلت لي آلاما شديدة أيضا في المعدة، وعنها أخذت تتجلي المسائل التوحيدية على قلبي كما كان يريد الاستاذ. فذهبت عند قبره وبشرته بما حصل لي وقلت: إن أتعابكم معي قد أينعت ثمارها. فرأيت في تلك الليلة المرحوم الملكي في عالم الرؤيا جاء لزيارتي وأظهر لطفا بي ومحبة لي).
.
ويقول الميرزا عبدالله الشالچي:
(رأيت الميرزا الملكي في عالم الرؤيا وأوصاني بأمرين:
الأول: أن أقرأ يوميا (35) مرة سورة {إنا أنزلناه في ليلة القدر} و(65) مرة سورة {قل هو الله أحد}. ففكرت وأنا في عالم الرؤيا بأن المجموع سيكون مائة.
والثاني: قال لي: إني لم اقصر معكم وإذا كان هنالك تهاون فهو من جنابكم.
ومثل هذه الامور كنت أراها منه في حال حياته وبعد مماته أيضا).
علمه بأجله
نقل الخطيب المعروف السيد فاطمي نيا عن الشيخ محمد حسين البهاري قوله:
كان الميرزا جواد الملكي ـ رضوان الله عليه ـ جالسا على المنبر يلقي درسه وكنت جالسا ملاصقا للمنبرـ وكنت أنذاك شابا ـ وما أن وقعت عيناه النوريتان علي حتى سألني: من أهل أي بلدة أنت؟.. قلت: من أهل (بهار)، وما أن قلت (أهل بهار) حتى انهمرت دموعه على خديه، ثم
..
قال: هل أصبح قبر الشيخ محمد البهاري مزارا أم لا؟.. ثم قال: سأكون إن شاء الله تعالى في الخميس المقبل ضيفه، أو قال: سألتحق به، وكأنه عندما قال هذا كان يوم خميس.
واضطرب أحد التلاميذ عند سماعه لهذا الكلام وأخذ بالبكاء، وجاء الى ضريح السيدة المعصومة عليها السلام متوسلا. فسألناه: ما الخبر؟.. فقال: والله أنا أعرف هذا الرجل، أن
.
قوله ( سأكون ضيف الشيخ محمد البهاري في الخميس القادم) يعني أنه يخبرنا بوفاته. فقلنا له: إنه ليس نبيا ولا إماما لكي نصدق بكلامه بهذه السرعة، والآن صحته جيدة فعلا.
وعلى كل حال فقد شيعت جنازة الميرزا جواد الملكي في الخميس التالي. .
يقول السيد فاطمي نيا: وأما كعبة العلماء آية الله الشيخ محمد البهاري ـ قدس الله روحه ـ فقد كان رجلا جليلا جدا، وكان العلماء يأتون إليه ويجلسون بين يديه جثيا على الركب كالأطفال).
وكان الشيخ محمد البهاري من أبرز تلاميذ الملا حسين قلي الهمداني.
.
قدرته على رؤية أرواح الموتى
يقول آية الله الشيخ محمد رضا الطبسي أحد حضار درس الأخلاق للعارف الملكي:
(كان الميرزا الملكي يأتي الى المدرسة الفيضية قبل الغروب بساعتين لتدريس درس الأخلاق، فتناول في يوم البحث في الآية القرآنية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.
.
فقال بعد تلاوة هذه الآية: لم أرحل عن الدنيا حتى رأيت بعيني هاتين أرواح المؤمنين في وادي السلام وقد اجتمعوا حول بعضهم حلقا).
رؤية المعصومين في المنام
نقل السيد موسى الشبيرى الزنجاني أحد المراجع في قم عن الشيخ علي الهمداني أحد تلاميذ العارف الملكي قوله في إحدى مجالسه:
كنت قد ألفت كتابا، وعلمت بعد ذلك وقبل طباعة الكتاب بأن المرحوم الفيض الكاشاني كان قد ألف أيضا كتابا في نفس الموضوع، فوقع الشك في تفسير هل من الصالح حينئذ طباعة كتابي
.
هذا مع وجود كتاب الفيض. ومن أجل رفع هذا الشك صمت يوما وقرأت بعد الإفطار مائة مرة سورة التوحيد أو سورة القدر(والترديد من الناقل) وتوسلت بالإمام الصادق
لسؤاله عن طباعه كتابي مع وجود كتاب الفيض، وعندما رأيته في عالم الرؤيا سألته: هل كتابي أفضل
..
أم كتاب الفيض؟.. فسكت ولم يجيبني. فقلت له: أمثلك يخيب السائل؟.. فقال
: كتاب الفيض أفضل. فمحوت الكتاب).
__________________
من دعى للإمام الحجة
دعى له و طوبى لمن دعى له الحجة
يا أمير المؤمنين ياذا الكرم
يا إمام المتقين ياذا النــعم
إننا جئــــناك في حاجتـــــنا
لا تخــيبها و قل فيها نعم ------------منقول --كاتب المقالة خادم الشيعة