في كتاب القصص العجيبة قال السيد دستغيب
ذكر السيد حسن برقعي فقال: كنت أتشرف بالصلاة والدعاء مدة طويلة في مسجد صاحب الزمان أرواحنا له الفداء والمسمى بمسجد جمكران وفي ليلة الأربعاء الخامس من ربيعة الثاني من عام1390 كنت جالساً قي مقهى المسجد الذي كان في الواقع دار استراحة المسافرين المارين بقم حيث يجلسون لشرب الشاي والاستراحة قليلاً ثم يواصلون السير إلى مقاعدهم وجلس إلى جانبي أحد الأشخاص الذي عرف نفسه بأنه أحمد البهلواني يسكن ضاحية السيد عبد العظيم القريبة من طهران وبعد التحية والسؤال عن الأحوال والصحة والعيال قال: لقد مضت علي أربع سنوات وأنا أزور مسجد جمكران كل أربعاء فقلت له: إن الذي يواصل زيارة مقام صاحب الزمان في هذا المسجد يحصل على حاجته ومراده فهل حصل لك ذلك وكيف؟
فقال: نعم لو لم يكن حصل شيء لما فتحت الموضوع فقلت حدثني عن ذلك فقال: قبل عام ونيف وفي إحدى ليالي الأربعاء التي كنت أواظب على زيارة مسجد جمكران وبسبب ليلة عرس أحد أقربائي لم أتمكن من التشرف بذلك المسجد في تلك الليلة وبقيت في حفلة العرس ولم يكن فيها من المعاصي شيء يذكر سوى العناد والموسيقى والعشاء ثم رجعت إلى بيتي ونمت في السرير وفي الصباح حاولت القيام من الفراش فوجدت أن أستعين بيدي عليها فلم أشعر بوجودها فأصابني الهلع فناديت زوجتي وقلت لها: إن ساقي لا إحساس فيها فقالت ربما بسبب البرد فقلت لها: إنه الصيف يا امرأة وأني مني البرد؟! وأخيراً قلت لأحد أفراد عائلتي أن يذهب إلى صديقي وجاري المدعو (أصفر أقا) ويصحبه لي فذهب وجاء بجاري فقلت له: اذهب وأت لي بطبيب فقال: لا يوجد طبيب في هذه الساعة فقلت له: ليس باليد حيلة ولا بد لك من الذهاب فذهب وجاء بالدكتور شاهرخي الذي كان يسكن في ميدان تمثال السيد عبد العظيم.
في البداية فحص الطبيب قدمي وساقي ثم ضرب على ركبتي بمطرقة فلم أشعر بأي أذى لم يكن لها أي ردة فعل فأخذ إبرة من حقيبته وغزها في باطن قدمي فلم أشعر بأي ألم ثم تركني وقال شيئاً في أذن أصفر أقا.
وعلمت بعد ذلك بأنه قال بأنني أصبت بالشلل ومن حسن الحظ أنني لم أصب بالسكته الدماغية.
ولما أصبح الصباح وأفاق الأولاد ورأوني بهذه الحالة بدؤوا بالبكاء والعويل ولما عملت والدتي بذلك جاءت وهي تولول وتصرخ وتلطم وجهها وسط لغط وفوضى الحاضرين.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً تعبت من الصياح والنياح فأخذت أبكي وأقول يا صاحب الزمان لقد كنت أتي لخدمتك كل ليلة أربعاء ولم أتقاعس طيلة المدة السابقة إلا ليلة أمس فاشفع لي وارحم حالي واسأل ربك ليشفيني ثم غلبني النوم وفي المنام رأيت سيداً جليلاً مهيباً يتقدم إلي وبيده عصا ناولني إياها وقال: قم يا هذا فقلت له روحي لك الفداء لا أستطيع القيام فأخذ بيدي ورفعني إلى أعلى فاستويت على قدمي.
وفي هذه الأثناء أفقت من النوم ووجدت نفسي أستطيع تحريك قدمي ثم جلست وحركتها ثم استويت قائماً فلم يكن فيها شيء وهي كالعادة قوية سالمة ومن شوقي وفرحي أخذت أدور وأرقص وأدبك برجلي على الأرض ولكنني خفت أن تراني والدتي على هذه الصورة فيصبيها مكروه. رجعت إلى السرير وتظاهرت بالنوم ثم جاءت والدتي فقلت: أعطني عصا ربما أستطيع أن أتحرك وأتوكأ عليها فناولوني العصا فقمت على قدمي ومشيت قليلاً ثم حدثتهم عن قصة رؤياي لصاحب الأمر والزمان (عجل الله فرجه الشريف).
كيف أنه أشفاني ثم ناديت أصفر أقا ولما حضر ورآني بذلك لم يصدق والطبيب. وقال: إذا كان هذا صحيحاً فلماذا لم يأت إلى بقدميه ولما سمعت ما قاله الطبيب ذهبت إليه بنفسي وعندما رآني لم يصدق عينيه وأخذ الإبرة وغرزها في قدمي فقفزت من شدة الألم فسألني ماذا فعلت؟ فشرحت له كيف توسلت بصاحب الزمان وأشفاني فقال: إنها إحدى المعاجز وإنك لو ذهبت إلى أوروبا وأميركا لما كان يكن شفاؤك.