في سنة (548هـ) توفي صاحب كتاب (تفسير مجمع البيان) أمين الإسلام أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي في سبزوار، ونقلت جنازته إلى المشهد المقدس الرضوي، ودفن في المقبرة المعروفة بـ (قتلكاه).
وقد نقل صاحب (روضات الجنات) عن صاحب ( رياض العلماء)، قال: ومن عجيب أمر هذا الطبرسي بل من غريب كراماته، ما اشتهر بين الخاص والعام، أنه قد أصابته السكتة، فظنوا به الوفاة، فغسلوه وكفنوه ودفنوه ثم رجعوا، فلما أفاق وجد نفسه في القبر، وقد سد عليه سبيل الخروج عنه، من كل جهة، فنذر في تلك الحالة أنه إذا نجى من تلك الداهية، ألف كتاباً في (تفسير القرآن)، فاتفق أن بعض النباشين قصده لأخذ كفنه، فلما كشف عن القبر أخذ الشيخ بيده، فذهل النباش مما رآه ثم تكلم معه، فازداد ذهولاً، فقال له: لا تخف أنا حي، وقد أصابتني السكتة فدفنوني، ولما لم يقدر على النهوض والمشي من غاية ضعفه حمله النباش على عاتقه، وجاء به إلى بيته الشريف، فأعطاه خلعة وأولاه مالاً جزيلاً، وتاب على يده النباش، ثم إنه بعد ذلك وفى بنذره وشرع في تأليف (مجمع البيان).
وقد تنسب هذه القضية إلى المولى فتح الله الكاشي، ويقال: إنه ألف بعد نجاته من تلك الواقعة تفسيره الكبير، المسمى بـ (منهج الصادقين).